المطرح ديق والحمار رفاص! سبب تسمية المدونة

بعد إلتحاقي بكلية الهندسة عام 2007 بفترة وجيزة كان شغفي بالعمارة يزداد يوماً بعد يوم، أردت دائماً أن أبدأ مدونة عن العمارة والعمران وحاولت كثيراً محاولات لم يكتب لأي منها الاستمرار.
بمساعدة صديقي محمد القاضي زميل الدراسة، أطلقت أول محاولة، مدونة مقطتفات معمارية على موقع بلوجر. بعدها بفترة ولعدم إصدارنا أي محتوى، فضلت إعادة التجربة على موقع تمبلر لعل خيارات الموقع تساعد على إعداد محتوى بسيط وسريع، لكن أيضا لم أستمر.

في هذه الأثناء حدث خلل ما في ثيم المدونة على بلوجر فنقلت المحتوى على مدونة على وردبرس وأسميتها المعماريون العرب. كنت أنقل بعض الموضوعات التي أجدها شيقة أو أكتب تعليقاً على فيديو شاهدته أو موضوع قرأته. للأسف لم أستمر أيضاً.

أما عن اسم مطرح، أشتركت مع زملائي بمسابقة معمارية عام 2012، كنا نفكر في اسم للفريق وبعد عدة أيام عرضت عليهم اسم مطرح، لا أدرى الآن ما السبب وراء تعلق بالي بالكلمة، لعل أحد الأسباب أننا كمصريين نستخدم الكلمة وهي عربية فصيحة، في أمثال عامية كثيرة تشير كلها إلى المكان.
بعض هذه الأمثال أنقلها من كتاب الأمثال العامية لأحمد تيمور باشا:
– جت الحزينه تفرح ما لقتش مطرح
– المطرح ديق والحمار رفاص
– مطرح ما تآمن خاف
– مطرح ما ترسى دق لها
– مطرح ما تطلع الكلمة تطلع الروح
– مطرح ما تكاكي بيضي
– مطرح ما تمسي بات

matra7

لم نطلق الأسم في النهاية على فريقنا، لكن لإعجابي بالأسم قررت استخدامه لمدونتي.

Advertisement

عمارة النفوس والبنيان

مئذنة جامع عقبة

مئذنة جامع عقبة بن نافع، أكتوبر 2011

بداية معرفتي بكتاب سفر البنيان كانت من مجلة العمارة عدد 12 في حوار أجرته المجلة مع المعماري بهاء بكري، وفي حديثه بهذا العدد وجه نصيحة لطلبة العمارة بقراءة أعمال كل من جمال حمدان وجمال الغيطاني، وأضاف أن الأخير هذا هو أفضل ناقد معماري في مصر وذكر عملين تحديداًَ من أعماله وهما سفر البنيان ونزول النقطة.

قرأت سفر البنيان بعد فترة قصيرة من عودتي من زيارة لتونس كنت قد ذهبت خلالها إلى القيروان وسعدت بزيارة جامع عقبة بن نافع وبعض الأماكن التراثية الأخرى مثل مسجد الأبواب الثلاثة ومقام ومدرسة الصحابي أبي زمعة البلوي.

وكعادتي قبل أن أشرع في قراءة أي كتاب أتصفح هذا الموقع للتعرف على آراء من سبقوني في قراءته، لكني وجدت أغلب الآراء سلبية للأسف مع ذلك قررت الأخذ بالنصيحة السابق ذكرها، استمتعت كثيراً بقراءته وبصحبة تلك الأبنية (أبطال الحكايات كما وصفهم ناصر الرباط) بل إني لا أتوقف من العودة مراراً وتكراراً لقراءة المصطلحات وبعض الحكايات التي أحببتها (فصول الكتاب مقسمة إلى حكايات ومصطلحات معمارية) بالفعل يحتاج الكتاب إلى تركيز وإمعان في القراءة لمحاوله فهم أية رموز أو تلميحات ولعلي كغيري لم أدرك كل شيء وقد مللت بعض الأحيان أثناء قراءتي لفصل النزل والحديث عن الفناء والموت والعالم الآخر ورموز وتلميحات كثيرة.

في تدوينتي هذه ولعل القارئ يتساءل عن علاقة تونس وجامع عقبة بكتاب سفر البنيان، فضمن حكايات الكتاب…حكاية غمامة، تحكي عن تلك البقعة التي اختارها عقبة بن نافع لبناء مدينته (القيروان) وعن طلبه من بناء مصري وميقاتي جهني (الميقات يعني مصدر الوقت والميقاتي أعتقد كالفلكي أو ما شابه وكما ذُكر لتحديد اتجاه القبلة ومواقيت الصلاة) وقال أنه يريد “بناءً بسيطا، متيناً، تمر عليه الدهور ويمر عليها”

بعدها نتعرف على ما سيتفرد به المسجد، تلك الصومعة التي لم ير عقبة مثلها حتى قال أحد مساعديه وقد تردد على مصر كثيراَ، ومدخله إليها مدينة الإسكندرية، “إن الرجل إنما اقتدى المنارة الكبرى التي بناها ذو القرنين، وتعد من عجائب الدنيا السبع” ويضيف البناء أنه استوحى ميزة من مدينة الغرب…”كلما ابتعد عنها الإنسان ونأى كلما رآها البصر أطول وأسمق…ما من منارة كهذه إلا في مدينة الغرب!” (التي لم نعرفها في الحكاية في الأغلب في المغرب، لا أعلم) بعد ذلك يقترح الميقاتي وضع الصومعة في منتصف السور فإذا وافقه البناء “ستظلها غمامة بيضاء…طوال أيام السنة…هكذا تتفرد بما لا يوجد حتى في مدية الغرب”

عودة مرة أخرى إلى المسجد الذي بناه عقبة سنة 50 من الهجرة وقد كان بسيطا لا يحمل الآن أي شيء من تلك الفترة سوى اسم منشئه. بينما بُنيت المنارة سنة 248 من الهجرة وتعتبر أقدم مئذنة في البلاد الإسلامية. أيضا منبر المسجد يعتبر الأقدم في البلاد الإسلامية.

بالأسفل صورة من تصوير الأستاذ كريسويل

مسجد عقبة بن نافع، الجانب الشمالي

نيجاتيف الصورة من أرشيف كريسويل

في الأسفل فيديو قام بتصويره طارق عمرو أثناء زيارتنا للقيروان أكتوبر 2011:

مصادر وروابط إضافية:

– مقال تونس الخضراء، حسن عبد الوهاب. الأهرام 28 مايو 1943.

–  مسجد عقبة بن نافع، الأرشيف الرقمي بموقع آرك نت التابع لمؤسسة الآغا خان للثقافة.

ميناء القاهرة الدولي: مبنى الركاب رقم ٣، خيارات تعيسة في التصميم

مبنى الركاب رقم ٣ خيارات تعيسة في التصميم

أعد محمد الشاهد مؤخراً في هذا المقال مقارنة بين مبنى الركاب رقم ٣ في مطار القاهرة الدولي وتوسعة مبنى الركاب بمطار اسطنبول الدولي، تذكرت وقتها هذا المقال الذي قرأته منذ فترة طويلة بقلم دكتور شريف حسني في مجلة مجاز العدد رقم 301 [صفحة 35] والصادر بتاريخ أبريل 2010 ناقداً المبنى من الناحية التصميمة. أترككم مع المقال

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك وظيفة واحدة يُسّلم بها للمباني العامة الكبرى ألا وهي إعطاء نقاد فن الهندسة المعمارية وعامة الناس – على السواء – شيئًا يمكن لهم أن يشكو منه. فلنأخذ على سبيل المثال مبنى “لينكولن سنتر” الواقع في قلب مدينة نيويورك والذي – على الرغم من وجاهته وتكلفته الباهظة – لم يحظ بمراجعة نقدية معمارية تبعث بالرضاء ومن المرجح أن يؤدي مبنى الركاب الجديد رقم٣ بميناء القاهرة الدولي نفس الوظيفة بالنسبة لمصر، حيث إن هناك كثيراً من مظاهره التي تستدعي الشكوى.
فهناك بعض التصاميم المعمارية التي لا يقهرها الزمن بغض النظر عن الفترة التي نفذت فيها وأن أشكالها تبقى مغروسة في الوعي الإنساني ويرتبط اسمها مع وظائفها مثل معبد الدير البحري ودار الأوبرا في فيينا ومحطة قطارات “يونيون ستاشين” في واشنطن دي سي. وهناك بعض التصاميم الأخرى التي بعرف على الفور أن مصيرها الزوال يوم الانتهاء من تشييدها. مثل أوبرا الباستيل في باريس ومتحف الأكرو بوليس الجديد في آثينا ومبنى الركاب الجديد رقم ٣ بميناء القاهرة الجوي. وتعتبر تلك المباني أمثلة جيدة للصروح التعيسة التي لم يحالفها الحظ. ودعوني أشرح لكم السبب.
المطارات تترك انطباعا عميقا في نفس المسافر عند الاقتراب منها ورؤية مبانيها الكاملة بصورة كلية. وهو الشيء الذي يخلق في النفس ديناميكية امتزاج الهواء مع الضوء. ويتم الاقتراب من مبنى الركاب رقم ٣ من منظور زاوية جانبية مما يعطي المسافر رؤية – تمثل ثمن المبنى ككل – تتكون من الطوب، وركن زجاجي من المبنى الضخم، وتلك الأنابيب الفولاذية العملاقة الجائرة التي تثبت المبنى في الأرض. أنا شخصيا لا يبهجني هذا الطراز المعماري حيث أنه يوحي بطراز يشبه الطراز المعماري السوفيتي الذي يبتعد كل البعد عن التوجهات الحالية لفن تصميم الهندسة المعمارية.
إن منطقة المغادرة وإتمام إجراءات السفر بداخل المبنى هي في الواقع لطيفة إلى حد ما وفعالة من حيث مساحاتحا الفسيحة وأسقفها العالية ومعالجة الأسطح بالزجاج والألومنيوم المُفّرش الذي يغرق المساحة الكلية بضوء النهار الرائق. كما تتميز منطقة الوصول أيضاً بطابع لطيف على الرغم من أن الإضاءة المستخدمة فيها إضاءة اصطناعية خلال ساعات الصباح والمساء مما يقلل من الشعور بالبهجة، والراحة. وما يثير الاهتمام هو أن هاتين المنطقتين تختلفان من ناحية المفهوم والجانب المادي عن بقية مبنى المطار. حيث إن ولادتهما تمت على طاولة تصميم تخص مكتب مختلف للهندسة المعمارية.
ولكن بعد أن يتقدم الشخص للدخول إلى أحشاء المبنى تبدأ المشاكل الهندسية في الظهور. حيث يهبط تخصيص المساحات. وسهولة تدفق حركة المسافرين. والإشارات المرئية دون مستوى معايير التصميم المقبولة حاليا. أما بالنسبة للمناطق المخصصة لفحص الجوازات لدى المغادرة والوصول. فهي تبدو غير متناسبة مع مبنى سفر مصمم للتعامل مع ١١ مليون مسافر سنويا. وهذا يعود إلى إساءة التقدير. فيبدو أن عدد الأكشاك المخصصة لذلك أقل مما هو ملائم للغرض. خاصة عندما نضع في الحسبان المدة الطويلة نسبياً التي يقضيها المسافر في إتمام الإجراءات الأمنية والتفتيش ولا يبدو فقط أن عدد الأكشاك غير ملائم بل إن المساحة المحددة للوقوف في طوابير ضيقة إلى حد كبير وغير مميزة. وتبدو المنطقة مزدحمة بلا داع. وهناك تعقيد آخر يظهر هنا، وينبع من قرار المصممين، أو مهندسي البناء اللذين قاموا بزرع عدد من الأعمدة الضخمة على مسافات متساوية بين أكشاك فحص الجوازات مما يحجب الرؤية عن المسافرين القادمين، بحيث يجتمعون عند الأكشاك التي تتضح رؤيتها بينما تبقى تلك التي تحجبها الأعمدة غير مستخدمة.. كما يبدو وكأن مستويات عملية التصميم المختلفة لم تندمج مع بعضها البعض، وهو الشيء الذي أدى إلى عدم توافق المتطلبات الإنشائية مع وظيفة المكان ، وسهولة استخدامه.. ونشاهد ذلك مرارًا وتكرارًا في التغيرات الكثيرة غير المنطقية في اتجاه السير، وتدفق حركة المسافرين القادمين.. وليس هناك أي مبرر على الإطلاق لذلك حيث إن تصميم هذا المبنى كان قد بدأ على صفحة بيضاء.
وعندما ينتهي المسافر من إتمام إجراءات الجوازات، ويمر من تلك المنطقة بسلام، يدخل منطقة السوق الحرة التي تأتي بعدها منطقة تناول الطعام، ومن الواضح أن تلك المناطق قد خصصت لها مساحات شاسعة تزيد عن ٥٥٠٠ قدم مربع، أملا في الحصول على دخل، وعائد مادي وفير.
إن هاتين المنطقتين لهما تصميم خاص، يختلف تماماً عن منطقة إجراءات السفر. فالمنطقة سقفها منخفض نسبياً، وتتناثر فيها بقع من الألوان المقبضة للروح، مكونة من اللون الأزرق القاتم والأحمر الطوبي، ومضاءة بصورة مستمرة بمصابيح نيون، يشع منها ضوء أبيض اللون بارد، وقد اختار المصممون – بحكمتهم – في بلد تسطع فيها الشمس على مدى ٣٦٥ يوماً إعطاء المنطقة التي يتردد عليها المسافرون بشكل متواصل شعوراً بجو ليلي دائم.
هناك قاعتان لمسافري الدرجة الأولى، ودرجة رجال الأعمال على جانبي قاعة الطعام، وتتكون تلك القاعات من مساحات تشبه الممرات تتسع كل واحدة منهما لجلوس ٨٨ مسافرًا، وهنا تجد مرة أخرى أن المصممين أخفقوا في تقدير مساحة تلك المناطق إلى حد كبير. حيث إنه في ساعات الذروة يوجد حوالي ٥٠٠ مسافر من مسافري درجة رجال الأعمال يبحثون عن مكان للجلوس في هاتين القاعتين.. أما بالنسبة للتصميم الداخلي لتلك القاعات فهو يثير أعراض الخوف من الأماكن الضيقة، كما أنه قبيح، ولا يتميز بشيء خاص، ويبدو وكأنه متردد استناداً على أنواع الخشب المختلفة، والمتضاربة المستخدمة لكسوة بعض الحوائط، وتبدو وكأنها أتت لتوها من كتالوج بيع الأثاث المكتبي.
أما بالنسبة للمرافق فهي تمثل مجالاً آخر يمثل القرارات التي لم يحالفها الحظ، قد تندهش لمعرفة أن المطار لا توجد به أي هواتف عمومية، كما أنه لا يوجد مركز للأعمال متوافر لأغلبية المسافرين، وكذلك لا توجد صيدلية، أو محل لبيع الهدايا، أو الزهور، وليس هناك مكتب لتبديل العملات في منطقة الوصول. أما دورات المياه فهي بالفعل مشكلة حقيقية، فهي ليست شحيحة، وقليلة العدد فقط بل تجدها أيضاً محشورة في مساحات صغيرة مما يؤدي إلي عدم إمكانية المحافظة على نظافتها.. وهناك مشكلة أخرى خارج المبنى تتعلق بإمكانية صف السيارات، فالأماكن المتاحة ليست كافية لتلبية احتياجات مبنى للركاب بهذا الحجم، ويبدو كأنها صممت لتسبب أكبر قدر ممكن من المضايقة، ويصعب الوصول إليها دون الاستعانة بحسابات لوغارتمية!
ربما تكون الضوضاء هي واحدة من أكثر مظاهر الفشل في التصميم التي تؤدي إلى الإزعاج في مبنى الركاب رقم ٣ (وحقيقة في جميع المطارات المصرية) فمعظم المطارات الدولية – خاصة المطارات الحديثة – قد تخلت منذ وقت طويل عن نظام بث التنويهات للمسافرين عبر مكبرات الصوت، وحلت محل ذلك شاشات مسطحة كبيرة الحجم تبين المعلومات الخاصة بأرقام الرحلات، ومواعيد الإقلاع، وأرقام البوابات، وأخر تنبيه على المسافرين، والتأخير..إلخ ومن المتوقع أن يراجع المسافر تلك الشاشات من وقت لآخر، ويتبع التعليمات التي تظهر على الشاشات، وقد قمت برحلة مؤخرًا من مطار جينيف، وعندما كنت بالمطار سمعت بالتمام أربع تنويهات قصيرة استغرق كل واحد منها حوالي ١٥ ثانية، وكان ذلك على مدى ساعتين من الزمن!
وعلى نقيد ذلك – وفي أوقات الذروة – لا تسكت الأصوات المنبعثة من مكبرات الصوت في مبنى الركاب رقم ٣ أبدًا، فهناك ما بين ١٢٠ و١٥٠ تنويهاً يدوم كل واحد منها لمدة حوالي ٢٠ ثانية (والحسبة بسيطة وسهلة الإثبات: ١٥ رحلة x ٣ تنويهات لكل رحلة x ثلاث لغات).
مرة أخرى، أرجو أن تقبلوا اعتذاري لهذا النقد السلبي لما كان من المفترض أن يكون مدعاة للفخر الوطني، ولكنني مسافر كثير الترحال والسفر أقضي حوالي ١٠ ساعات كل شهر في مطار القاهرة، وكنت أتمنى أن تكون تلك التجربة أفضل من ذلك بفضل مبنى الركاب رقم ٣ الجديد. وهاهي كلمتي الختامية التي أود القول فيها إن تركيبات، وتشطيبات هذا المبنى باهظ التكلفة هي دون المستوى، وسوف أعطي على ذلك مثالين؛ الأول هو أن كثيرًا من الألواح التي تكسو واجهة المبنى التي تواجه الطائرات المصطفى على المدرج غير سوية، وموجة، والثاني هو أن المادة المستخدمة لإحكام السداد الموجودة ببعض مفاصل التمدد الأساسية بالمبنى لم يتم استخدامها، ووضعها في مكانها الصحيح.

list of materials needed at Dar al-Kutub مطلوب لدار الكتب

English version BELOW

updatepeople needed at dar al kutub corniche to move books.

تحديث: مطلوب أشخاص للمساعدة في نقل الكتب بدار الكتب والوثائق القومية بكورنيش النيل

كما تعلمون فقد تم اتلاف وتدمير وحرق الكثير من الكتب أمس بعد ان اشتعلت النيران في المجمع العلمي المصري. تم تسليم الكتب التي تم انقاذها إلى دار الكتب، التي تنظم عملية انقاذ الكتب تحت قيادة زملائي مرممين الكتب مع فريق مرممين من الدار. نعمل على تعبئة معقمه للكتب لوقف تعفن الكتب. إليكم قائمة بالمواد والأشياء المطلوبة بكميات كبيرة. نرجو إيصالها إلى دار الكتب والوثائق المصرية بكورنيش النيل. نحن أيضا على استعداد لشراءهم، لكنه أمر عظيم أن نحصل عليهم في أسرع وقت ممكن. واحدة من أهم الأشياء هى الحقائب، الأكياس البلاستيكية المعقمة لحفظ الكتب، الحقائب المستعملة من قبل شركات الأغذية. هام لأقصى درجة إيجاد شركة تبيع أو تتبرع بتلك الأكياس بكميات كبيرة.

ساهم بنشر هذا الطلب من فضلك. أول 24 ساعة هامة للغاية. لمن يحتاج الوصول إلي، رقمي

010 6664 7823

إلينا

Elena Chardakliyska

elena.chardakliyska [at] gmail [dot] com

الأشياء المطلوبة:

نظارات للوقاية
أقنعة
قفازات طبية
مراوح
أسلاك وكبلات Extension cord
حقائب وأكياس وعبوات معقمة
أكياس قمامة
أوراق جرائد ويفضل غير المطبوعة
زاوية حرف L
أقفاص بلاستيك
بالطو معمل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرسالة مترجمة من بريد أرسلته إلينا..المصدر

From: Elena Chardakliyska <elena.chardakliyska@gmail.com>

Dear all,

As you know lots of books were damaged and destroyed yesterday when the Institut d’Egypt was set on fire. The salvaged books have been handed over to the Dar al-Kutub, who are now organizing a rescue effort led by my amazing book conservator colleagues and involving DAK’s staff of conservators. We’re getting a vacuum packing machine there to stop the development of any mold. Here’s a list of materials needed in large quantities. Please deliver to DAK Corniche. We are also ready to purchase them, but it would be great to get them delivered asap. One of the most important things is the bags– we needed them to vacuum pack the books, so we need the bags used by food companies to vacuum pack food. It is extremely important to find a company which will sell or donate these bags in bulk.

Please reach out to your networks and help us save these books. The first 24 hours are crucial. This is my number for anyone who needs to reach me, 010 6664 7823. I am heading over there in a bit. We don’t need people now as the staff of the DAK is working, but in a few hours we might need help to register supplies, organize things, etc.

If you can translate and circulate in Arabic, that would be amazing too.

Thank you! Please spread.

Elena

goggles
masks
gloves (medical, non-latex)
fans
extension cords
bags used by food companies for vacuum packing
bin liners /garbage bags
nespaper (printed or unprinted from a press– better!)
L-brackets
plastic (milk) crates
aprons/lab coats

Hassan Fathy An Egyptian Ambition حسن فتحي طموح مصري

ميفوتكش 🙂 معرض “حسن فتحي طموح مصري” يقام في مركز الجزيرة للفنون بدءً من 19 من ديسمبر/ كانون الأول وحتى  21 من يناير/ كانون الثاني، لقراءة الخبر من بوابة الوفد

حسن فتحي طموح مصري

حسن فتحي طموح مصري

 شكرا لمؤسسة العمارة

مؤسسة العمارة

ورحل السندباد المصري رائد أدب الرحلات

عن عمر يناهز ال88 توفى أمس الكاتب الكبير د.حسين فوزي بمستشفى المقاولون العرب بعد أن ظل بها اكثر من 7 شهور يعالج من امراض الشيخوخة وتصلب الشرايين بالمخ.
وكان الكاتب الكبير أديبا متعدد العطاء في عدة مجالات، عرف طبيبا وعالما وموسيقيا ورائدا في ابحاث البحار وسندبادا جسورا – يجوب المحيطات وعاش مع حضارات العالم في جميع عصورها.
والكاتب الكبير حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للفنون والأداب عام 1966 بعد ان رشحه مجلس جامعة القاهرة.
بعض مؤلفاته:

الدكتور حسين فوزي في ذمة الله - الأهرام 21-8-1988 الصفحة الأولى

خلال فترة حياته التي استمرت 88 عاما قام الكاتب الراحل بتأليف 19 مؤلفا اهمها
سندباد عصري
حديث السندباد القديم
سندباد إلى المغرب
الموسيقى السيمفونية
رحلة تاريخية في البحار السبعة
سندباد عصري يعود إلى الهند
لندن تطفئ الأنوار
هو وهي
قلوب للبيع
المرأة كتاب
مشروع انتحار
الأسكندرية في الخريف
حول العالم بمايوه

بعض انجازاته:
انشا البرنامج الثاني بالاذاعة المصرية
قام برحلة علمية على السفينة “مباحث” طاف بها المحيط الهندي
ـــــــــــــــــــــــــــ
حسين فوزي كما يراه الادباء والفنانون الذين عاصروه

د. حسين فوزي عرفناه اول ما عرفناه من رواد القصة الحديثة زميلا لتيمور ويحيى حقي وهي المجموعة التي انشأت القصة المصرية الحديثة .. بعد ذلك سافر ليدرس طب العيون ولما عاد اشتغل بالاحياء المائية لكن شهرته العامة التي فاقت تخصصاته العلمية تركزت حول الدعوة للحضارة الحديثة والعقلانية والعلم والصناعة واللحاق بالموكب الاوروبي. مع عناية خاصة بنشر الموسيقى .. وتعتبر كتبه في التاريخ المصري من الكتب الجامعة بين الأدب الرفيع والتاريخ الوطني .. فهو من أكبر المؤرخين لروح الشعب المصري وظل طوال حياته وفيا لمبادئه .. للثقافة الحديثة .. ويعتبر بذلك المرشد والمعلم .. فضلا عن هذا كان من أرق الناس واعذبهم وافضلهم خلقا ويعتبر هو وتوفيق الحكيم علمين في حقل واحد .. حسين فوزي في اتجاهه للفكر وتوفيق الحكيم في اتجاهه للفن … عاشا متقاربين ورحلا متقاربين .. وكلاهما يعتبر من التراث المصري العريق الحديث
نجيب محفوظ

شرفت بمعرفة د. حسين فوزي في السنوات الاولى من الخمسينيات وفوجئت بهرم ضخم من الثقافة الشاملة التي لا تترك فنا الا وحوت اساسه وبنناءه وتفاصيله وحناياه واعطافه كل هذا في ذوق فني رفيع ويخطئ من يظن ان حسين فوزي كان مؤرخا فقط او عالما في الموسيقى فقط وانما هو كان عالما في كل فن من فنون الحياة وعلى صلة وثيقة بالثقافات العالمية أجمع.
كل ذلك في خلق انساني رفيع، فلم أر مثلا وفاء كوفائه ولا صدقا في المودة كصدقه ولا شرفا في المعاملة كشرفه ولا تعلقا بالمثل الرفيعة كتعلقه
وهو يفعل ذلك كله على سجية مواتية وطبيعة معطاء لا تكلف فيها ولا ادعاء رحم الله حسين فوزي في الخالدين وهيا لمصر ان ترد اليه بعض ما قدم اليها
ثروت اباظة

اخيرا استراح جبل الثقافة وجبل العلم وجبل الأهرام صديقي واستاذي الدكتور حسين فوزي الرجل الذي تسلم مع رفيقه توفيق الحكيم الثقافة المصرية بنايات بلا اسا وتركها اساسات عميقة وان كان لا يزال ينقصها في احيان بعض البنيان.
حسين فوزي وتوفيق الحكيم عملاقان معا قل ان يجود بهما الزمان في جيل واحد وفترة واحدة ولم يكد ينقضي عام على وفاة الأول حتى راح الثاني.
لان حسين فوزي قد غادرنا فحالتة الصحية في الفترة الأخيرة كانت هي التي تستحق ان يذرف لها الانسان الدموع ووحدته الرهيبة بعد وفاة قرينته كانت ماساة مروعة وأصدق ان قلت سعيد لانه استراح وكن العملاق الهائل في استقراره المهيب الاخير هذه دمعة من نوع خاص مصنوعة بمواد اخرى غير مواد و\موع الثكالى والمتباكين دمعة صمت اذرفها من داخلي إلى داخلي.
واكذب ان قلت انى قد ذرفت الدموع حزنا لوفاة عظيم من استذتنا لم يرث العظمة وانما انشأها انشاء ولم يبخل بها لانه هو الذي خلقها وهو الذي اعطاها وظل يعطيها، حبذا لو المجال أوسع من دمعة – اذن لارسلت الدموع مدرارا ولكنها مفاجأة اللحظة والخبر والصاعقة فاعذروني ولتعذرني ايها الاستاذ.
إلى جنات الخلد يا حسين فوزي وإلى جحيم الحياة نحن الذين مازلنا أحياء
د. يوسف ادريس

مقتطفات من عدد الأهرام الصادر بتاريخ 21-8-1988

حسين فوزي … والدعوة إلى التفكير العلمي. بقلم يحيى حقي __الأهرام بتاريخ 22-8-1988

حسين فوزي خسارة لا تعوض ولا يمكن أن تفي بحقة كلمات سريعة .. واعتقد أن جيل الشباب مرجو بأن يعكف على دراسة اعماله، فهو كاتب قصة قصيرة في بدء حياته، ثم عمل طبيبا للعيون فخبيرا في الأحياء المائية، وألف لنا كتاب سندباد الى الشرق حين كان في السفينة باحثا في المحيط الهندي، واشتغل في تطوير التعليم العالي بجامعة الاسكندرية وكان له فضل كبير في انشائها. ثم لحسن الحظ التحق بوزارة الثقافة وكيلا لها فوضع اسس عمل هذه الوزارة من الوجهة العلمية الدقيقة بانشاء المعاهد الفنية العليا وتشكيل الكونسرفتوار وبقية المعاهد الفنية ولا ننسى فضله في التعريف بالموسيقى الكلاسيكية في برنامجه المعروف شرح وتعليق الذي يذاع كل يوم جمعة. وبعد ذلك مؤلفاته العديدة عن الموسيقى والتاريخ واهمها: سندباد مصري الذي استحدث فيه طريقة جديدة في كتابة التاريخ بأن يبدا من الحاضر ويرجع إلى الماضي.
كان حسين فوزي يدعو إلى التفكير العلمي والوطنية المصرية ولم يتزحزح عن مبدئه قط

حسين فوزي

بداية معرفتي بالدكتور حسين فوزي كانت في أرشيف الأهرام، أثناء بحثي عن مقالات ذات صلة بحسن عبد الوهاب، وجدت مقال بعنوان “علي بهجت الأثري والمجمع العلمي المصري” بقلم الدكتور حسين فوزي،  والي من خلاله (المقال) اتعرفت على شخصيتين من أعلام المصريين اتمنى كلنا نعرفهم ونقتدي بيهم، الأول بالطبع من عنوان المقال هو علي بهجت، والثاني – كاتب المقال – الدكتور حسين فوزي واليوم 20 أغسطس يعد ذكرى وفاته، بعدها وقع في يدي كتاب “سندباد عصري: جولات في المحيط الهندي” وقرأت في نفس الوقت إعلان دار الكتب والوثائق القومية عن اصدار سلسلة كتب للشباب ووجدت بينها كتاب “سندباد مصري: جولات في رحاب التاريخ”  انا مش هكتب أكتر من كده، لكن هضيف روابط جمعتها عن حسين فوزي في مجموعها تُكوِن سيرة ذاتية ومعلومات جيدة لهذا العَلم من الأعلام المصرية

حسين فوزي – ويكيبيديا عربي +

حسين فوزي – ويكيبيديا مصري +

حسين فوزي .. ملامح وذكريات موسيقية، سمحة الخولي – مجلة العربي العدد 405 بتاريخ 1-8-1992 +

الولع الحضاري لدى السندباد العصري، دكتور صلاح فضل – موقع مجلة العربي +

[هام – [لتصفح موقع مجلة العربي، يرجى استخدام برنامج انترنت اكسبلورر

أخيراً إليكم حوار إذاعي مع الدكتور الأديب حسين فوزي. التسجيل من موقع ذاكرة مصر المعاصرة، تحدث فيه عن:

مفهوم الثقافة كما يراه –

القرون الوسطى وعصر النهضة –

مفهوم الغزو الحضاري والغزو الثقافي، ونقاط أخرى –

مدة الحوار 14 دقيقة أعتقد انه مش كامل بس ممتع وشيق، أرجو أن تستمتعوا بيه كما أستمتعت به كثيراً

رابط الحوار أعلاه لسماعه أو تنزيله، يمكنكم الإستماع إليه فقط أيضا هنا

موبينيل: دايما مع بعض

إعلان جديد لموبينيل، يبدو انه لطيف والفكرة حلوة بس من أول ما شفته أصابني بالعته، الإعلان بيقول “…مع بعض قدرنا نعمل المستحيل، وطول ما أدينا في أدين بعض هنبني مستقبلنا.” جميل، الخنيق بقى أنه جايب المصرين بيكونوا بأجسادهم سد هوفر وجسر أكاشي، فيه عبقرية أكتر من كده!؟

سلسلة الثورة والحرية

من كام شهر أصدرت دار الكتب والوثائق القومية سلسلة كتب للشباب بأسعار رمزية، ومن أول ما شفت الخبر وبعض عناوين الكتب تملكتني رغبة قوية في شراءها، المهم من يومين جبت الكتب الى عايزها ولقيت السلسة اسمها “الثورة والحرية” بغلاف موحد، أنصح أي حد أنه ميفوتش السلسلة دي، فيها كتب قيمة جدا وأسعارها فعلا رمزية

الغلاف الموحد للسلسلة

الغلاف الموحد للسلسلة

رؤية هلال رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه

كفى شهر رمضان فخراً وتفضيلا على بقية الشهور نزول القرآن فيه وان ليلة القدر احدى لياليه (انا انزلناه في ليله القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر)
وقد عني به المسلمون في أقطار الارض واحاطوه بأنواع التكريم وأحيوه بتلاوة القرآن والعبادة وأغدقوا فيه الخير على الفقراء والمعوزين ويؤثر عن القاضي أبي عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة، الذي ولى قضاء مصر سنة 155 هـ 771 م أنه أول قاض حضر لنظر الهلال في شهر رمضان، وكان القضاة بعده يخرجون مع الناس إلى جامع محمود بسفح المقطم لرؤية الهلال في رجب وشعبان احتياطا لشهر رمضان، وأستمر القضاة على مكان بالجبل مرتفع عن المساجد، وكان قضاة مصر يخرجون إليها لنظر الأهلة إلى أن بنى محلها مسجد في العصر الفاطمي، فصارو يرصدونه من فوق المنارات

ولمصر عناية كبيرة بتكريم هذا الشهر وخاصة الدولة الفاطمية فقد إحتفت به احتفاء لم يسبق ولم يلحق فخصته بحفلات عظيمة بعضها تمهيدا لحلوله والبعض لاعلان رؤية هلاله ولاحيائه وكل تلك الحفلات كانت شاملة لانواع البر والصدقات مما يرفه عن الفقير ويدخل السرور عليه. فكان اذا أقبل شهر رمضان عهد إلى قضاة مصر بالطواف قبل حلوله بثلاثة أيام بالمساجد والمشاهد في القاهرة ومصر(الفسطاط) والقرافة والمشهد الحسيني لتفقد ما تم إجراؤه فيها من إصلاح وفرش وتعليق قناديل.

وكان الخلفاء الفاطميون يهدون إلى المساجد في هذا الشهر هدايا، لقد أعد الحاكم بأمر الله للجامع الأزهر تنوراً من الفضة و27 قنديلاً، ولجامع راشدة تنوراً و12 قنديلاً، واشترط اضاءتها في شهر رمضان وبعده تحفظ في مكان اعد لحفظها فيه. هذا عدا ثمن العود الهندي والبخور والكافور والمسك الذي يصرف لتلك المساجد في شهر رمضان.

فاذا كان اخر يوم من شهر شعبان اهتم الخليفة بمهرجان الرؤية لاعلان حلول شهر رمضان فيخرج متحلياً بملابسه الفخمة من باب الذهب أحد أبواب القصر الفاطمي الكبير وحوله الوزراء بملابسهم المزركشة، وخيولهم المطهمة، بسروجها المذهبة، وفي أيديهم الرماح والأسلحة المكفتة بالذهب والفضة، والأعلام الحريرية الملونة، وأمامه الجند تتقدمهم الموسيقى صادحة بأنغام شجية. ويسير في هذا الاحتفال تجار القاهرة من الجوهريين والصيارفة والصاغة وبقية التجار وقد تباروا في إقامة الزينات على حوانيتهم وتفننوا فيها بما يلفت نظر الخليفة

فيسير الموكب من بين القصرين إلى أن يخرج من باب الفتوح، ثم يدخل باب النصر عائداً إلى باب الذهب، وفي أثناء الطريق توزع الصدقات على الفقراء والمساكين.
وحينما يبلغ الخليفة القصر يستقبل بتلاوة القرآن الكريم في مدخل القصر ودهاليزه حتى يصل إلى خزانة الكسوة الخاصة، فيغير ملابسه ويوزع الدنانير والهدايا، ثم يتوجه لزيارة قبور آبائه حسب عادته. فاذا تم ذلك وثبتت رؤية الهلال أمر أن يكتب إلى الولاه والنواب بحلول شهر رمضان.

وبعد الدولة الفاطمية استمرت العناية بالاحتفال برؤية هلال شهر رمضان فقد كان يخرج قاضي القضاة والقضاة الأربعة والشهود ومعهم الشموع لرؤية الهلال، وكان يشترك معهم محتسب القاهرة وتجارها ورؤساء الطوائف والصناعات والشعب، وكانوا يشاهدون الهلال من منارة مدرسة المنصور قلاوون بالنحاسين امجاورتها للمحكمة الصالحية (مدرسة الصالح نجم الدين). فاذا تحققوا من رؤية الهلال اضيئت الانوار على الدكاكين وخرج قاضي القضاة في موكبه تحف به الشموع والفوانيس والمشاعل حتى يصل داره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنين بالصيام.

واستمرت حفلات الرؤية موضع عناية الحكومات يشاركها فيها الشعب فقد كان المحتسب يذهب إلى بيت القاضي بالجمالية حيث كان يرصد الهلال من فوق منارة المنصور قلاوون يتقدمه الجند والموسيقى والتجار ومشايخ الحرف بطبولهم حتى اذا تبينت رؤية هلال رمضان تطلق الصواريخ والالعاب النارية كما تطلق المدافع من القلعة، ثم يمر موكب الرؤيا في انحاء القاهرة اعلانا بالصيام.
واشترك مشايخ الحرف في هذا الموكب وفي المواكب الكبيرة كالافراح وغيرها كانت تمثل فيه التجارات والصناعات على عربات بتبارى أصحابها. كل في إظهار تجارته أو صناعته مثل مواكب الزهور فهي من قبيل الدعاية، والدعابة وفيها ما يثير الإعجاب، وفيها ما يثير الضحك، وكان الشعب على بكرة أبيه يخرج لمشاهدة هذه المواكب.
وقد تضمنت جميع حجج الأوقاف مبالغ لتجديد الحصر سنوياً وفرشها في اول شهر رمضان ولزيادة الاضاءة فيه وزيادة مرتبات موظفي المسجد وكسوتهم واضاءة المنارات طوال الليل حتى السحور. ثم تطفأ ايذانا بالامساك.

وكان فانوس السحور موضع مساجلة بين الشعراء والادباء يتبارون في وصفه بخيال رائق فما انشده القاضي ابي الحسن بن النبيه:
حبذا في الصيام مئذنة الجا
مع واليل مسبل أذياله
خلتها والفانوس اذ رفعته
صائدا واقفاً لصيد الغزاله

كان شهر رمضان مصدر خير للمساجد فكثيراً ما افتتحت فيه مساجد جديدة، وكثيرا ما اعيد فيه فتح مساجد بعد اعمالها او تخريبها، وكانت دور العظماء والاغنياء تفتح ابوابها للوافدين اليها من الفقراء فينعمون بافطار شهي، ورحم الله سادة كان لا يحلو لهم الافطار الا وسط الوافدين على دورهم. وكانوا يحيون لياليه بقراءة القرآن وتلاوة الحديث الشريف وكانت تلك الدور ندوات القوم على مختلف المذاهب والمشارب. وكثيرا ما كان الاغنياء يمنحون الفقراء الوافدين على دورهم في هذا الشهر هبات مالية بعد استضافتهم على موائدهم.

حسن عبد الوهاب

ــــــــــــــــــــــــــــــ

من مقال بنفس العنوان من جريدة الأهرام بتاريخ 22-4-1955 –

المقال عبارة عن مقتطفات من كتاب رمضان لحسن عبد الوهاب –